تستعرض هذه الصفحة موجزاً عن تاريخ الدولة، ووصفاً لأهم الأحداث التي شهدتها هذه المنطقة عموماً، والتي أثرت على سيادة قاطنيها وحريتهم، وصولاً إلى ما بات يُعرف اعتباراً من عام 1971 باسم دولة الإمارات العربية المتحدة.
العصر الحجري الحديث:
تتميز هذه الحقبة بأحوال مناخية رطبة ومواتية سمحت للسكان بالعيش في أجزاء مختلفة من المنطقة، سواء في الساحل أو الداخل. اعتمد السكان على صيد الحيوانات، وصيد الأسماك والزراعة، ورعي الماشية.
بدأت حقبة العصر الحجري الحديث بالتلاشي بعد 4000 ق.م. نتيجة لتدهور الأحوال الجوية، حيث أصبحت أكثر جفافاً.
بناء أنماط خاصة من المقابر:
تم اكتشاف العديد من المقابر الكبيرة تحت الأرض، وتنتمي جميعها إلى قرى زراعية صغيرة تقع على شرفات الأودية. شيدت هذه المقابر لمجموعة كبيرة من الناس الذين قاموا بدفن موتاهم معاً.
صُفّت كافة حجرات المقابر بالحجارة، وزودت بمدخل، وظهرت بأشكال متنوعة، مرة كحدوة حصان، وأخرى مستطيلة، أو مربعة.
الدعوة إلى الدين الإسلامي:
أرسل رسول الله (صلىّ الله عليه وسلم) أصحابه لنشر الدعوة الإسلامية في مناطق الجزيرة العربية. وصل الصحابي عمرو بن العاص إلى منطقة عُمان وصحار ليبلغ الدعوة إلى ملوك عُمان، بينما تولى العلاء بن الحضرمي زيارة البحرين، ونقل رسالة الدعوة الجديدة. أسلم أهل المنطقة ولبوا الدعوة إلى الإسلام بشكل طوعي.
حكم الخلافة:
ازدهرت الحضارة الإسلامية بشكل بارز في منطقة الجزيرة العربية والأقاليم المجاورة خلال الخلافة الأموية من (661 م إلى 750م)، والخلافة العباسية ( 750م -1258م). كما برزت أيضاً أهمية التجارة البحرية بين منطقة الخليج والمناطق الأخرى الواقعة في جنوب شرق آسيا وسواحل أفريقيا الغربية. راجت أيضاً صناعة السفن لأهميتها في الملاحة البحرية في ذلك الحين.
شبه احتكار للتجارة: بحلول عام 1515م، شقّ البرتغاليون طريقهم في المحيط الهندي وخليج عُمان، وفرضوا أنفسهم في المنطقة بقوة السلاح. وفي عام 1560م، بلغوا أوج قوتهم البحرية وسيطروا على تجارة التوابل والفلفل بشكل شبه احتكاري، ولعبوا دور الوسيط في التجارة بين الموانئ في المحيط الهندي بدلاً من التجار المحليين في المنطقة.
العودةانتفاضة اليعاربة: تحكم البرتغاليون بمنطقة الخليج العربي لما يقارب من قرن ونصف. بدأت القوة البرتغالية بالتراجع خلال القرن السابع عشر، وبات تواجه مقاومة من سكان المنطقة، إضافة للمنافسة من القوى الأوروبية الأخرى من الإنجليز والهولنديين بشكل خاص. وشهد هذا القرن بروز قوات اليعاربة والتي أطاحت بالوجود البرتغالي من جلفار ودبا في 1633م، واستعادت صحار في 1643، ومسقط في 1650.
العودةالحرب الثلاثية: ضعفت سيطرة الهولنديين في عام 1750م، بسبب الحرب الثلاثية بينهم وبين كل من الإنجليز والفرنسيين، وفقدوا معظم ممتلكاتهم في المحيط الهندي.
وفي وقت لاحق، عزز الهولنديون مركزهم في جزيرة خرج بإقامة حصن ومصنع، واستولوا على الأنشطة الاقتصادية المتعددة التي كانت بيد السكان العرب الأصليين بما في ذلك مصايد اللؤلؤ. أدت هذه الممارسات إلى ظهور مقاومة من السكان العرب المحليين الذين ثاروا ضد الهولنديين وأخرجوهم من جزيرة خرج في 1766.
اتفاقيات الأمن البحري: بعد هزيمة القواسم، وقعت بريطانيا على سلسلة من الاتفاقيات 1820-1853 مع شيوخ كل إمارة. ووفقاً لهذه الاتفاقيات، كان يتعين على مشيخات منطقة الخليج ضمان الأمن والسلامة في البحر، والامتناع عن بناء السفن الكبيرة، وإنشاء التحصينات على طول الساحل. ومع ذلك، كانت الحرب النظامية سائدة في البحر بين القبائل العربية.
اتفاقيات مع الإمارات المتصالحة: بحلول عام 1892م، وقعت بريطانيا سلسلة من الاتفاقيات مع مشيخات الخليج. ووفقاً لهذه الاتفاقات، تعهد الشيوخ بعدم الدخول في اتفاقيات أو إجراء اتصالات مع أية قوة أو دولة أخرى عدا الحكومة البريطانية. ومقابل ذلك، تعهّد البريطانيون بتحمّل مسؤولية الدفاع عن المنطقة من أيّ عدوان خارجي. حافظت هذه الاتفاقيات على سلامة الطريق البحري، ومهدت لنشوء إمارات الساحل المتصالح.
أعلنت الحكومة البريطانية في بداية عام 1968م، نيّتها للانسحاب من الخليج مع نهاية عام 1971م.
الجهود الأولية للاتحاد: في فبراير 1968م تمت الخطوة الأولى في سبيل تحقيق فكرة الاتحاد وذلك من خلال أول اجتماع وحدوي بين المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وذلك في منطقة السمحة، الواقعة بين أبوظبي ودبي.
من 25 إلى 27 فبراير 1968 اجتمع حكام الإمارات المتصالحة في دبي بدعوة موجهة من حاكمي أبوظبي ودبي، وتم الاتفاق على قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة.
الإعلان التاريخي للاتحاد: في 18 يوليو 1971م، قرّر حكّام ست إمارات من الإمارات المتصالحة، هي: أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، تكوين دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي 2 ديسمبر 1971م تمّ الإعلان رسمياً عن تأسيس دولة اتحادية مستقلة ذات سيادة. وفي 10 فبراير 1972م، انضمّت رأس الخيمة إلى الاتحاد، فأصبح الاتحاد متكاملاً باشتماله على الإمارات السبع.
وفي اجتماع حكام الإمارات في الثاني من ديسمبر 1971م، وتحقيقاً لإرادة شعب الإمارات واستجابة لرغباته صدر عن هذا الاجتماع البلاغ التاريخي الذي جاء فيه: "يزف المجلس الأعلى هذه البشرى السعيدة إلى شعب الإمارات العربية المتحدة وكل الدول العربية الشقيقة، والدول الصديقة، والعالم أجمع، معلناً قيام دولة الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة، وجزءاً من الوطن العربي الكبير."
يمكنكم قراءة المزيد عن تاريخ دولة الإمارات.
للمساعدة، برجاء التواصل مع:
مواضيع شائعة للبحث