عند الحديث عن دور "الفريج" في أدبيات الثقافة الإماراتية نقف عند مفهوم متجذر مفاده أن المدرسة والفريج لهما ذات الدور التربوي في توجيه النشء ورعايته ودعمه في مسيرته نحو المستقبل، مستقبل الأفراد، المجتمع والوطن كذلك، ضمن إطار من الحرص المطلق على سلامة التنشئة بكافة أبعادها ومكوناتها.
وفقاً لهذا التصور أطلقت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي مشروع "مدرسة فريجنا" لتكون بموجبه المدارس مراكز مجتمعية تحتضن أنشطة متنوعة، رياضية ثقافية علمية واجتماعية، يشترك بها كافة أفراد المجتمع مع الطلبة بعد ساعات الدوام الرسمي وفي أيام الإجازات لتتحول بذلك المدارس الحكومية إلى منارات مجتمعية تقود حراك المجتمع نحو تحقيق التنمية الشاملة المنشودة.
مدرسة فريجنا" أحد المشاريع التحولية ضمن اتفاقيات الأداء للجهات الحكومية الاتحادية لعام 2023-2024، والتي تمثل مشاريع نوعية من شأنها أن تنقل الدولة نحو المستقبل وتعزز من تنافسيتها، كما تتميز هذه المشاريع بتحقيق أثر كبير في كافة القطاعات ضمن فترات زمنية قصيرة، فهي بمثابة خطط مرحلية للوصول إلى نتائج استراتيجية تعول عليها القيادة الرشيدة، لتظل الإمارات دوماً في الصدارة.
يجسد مشروع مدرسة فريجنا رؤية متجددة لدور المدارس والمجتمع في تعزيز مكتسبات الإمارات بأبنائها استثمارها الأول ورأس أولوياتها، فمتانة العلاقة التي تجمع بين المدرسة والمجتمع أو الفريج، من شأنها أن تعد أجيالاً للمستقبل، أجيالاً للوطن وللمجتمع، فالمدرسة بيت علم والفريج مدرسة للحياة والقيم، و يتكامل دور كل منها خدمةً لمسيرة تربوية وتعليمية سخرت لها الإمارات كافة الإمكانيات لتظل مواكبة معطاءة و صانعةً لقادة الغد رواد المستقبل، فهما أي المدرسة والفريج ثنائية لمستقل أكثر إشراقاً كما نرغب أن يكون لنا ولأبنائنا ولدولتنا.