الرعاية الصحية: بين التكنولوجيا والتعاطف الإنساني

12/11/2024 الصحة واللياقة البدنية | مؤسسة الامارات للخدمات الصحية

 229     3

في عالمنا اليوم، أصبح الذكاء الاصطناعي أكثر من مجرد تطور تقني، فهو القوة الدافعة وراء التحولات الكبيرة في العديد من القطاعات الحيوية، لا سيما الرعاية الصحية. وفي مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، نؤمن بأن الدمج بين التكنولوجيا والتعاطف الإنساني هو ما يميز تطور الرعاية الصحية في المستقبل. لذلك، وضعنا الذكاء الاصطناعي في صميم استراتيجيتنا لتحسين خدمات الرعاية الصحية، ليس فقط لتسريع العمليات وتوفير الوقت، ولكن بهدف توفير تجربة صحية شاملة أكثر دقة وفعالية وتعاطفاً.

والمثير للاهتمام هو القوة الهائلة التي يمتلكها الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة حياة الأفراد، فالتقنيات التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تمثل نقلة نوعية في الرعاية الصحية، إذ تتيح القدرة على التنبؤ بالحالات الصحية قبل حدوثها أو الكشف عنها في مراحلها المبكرة، ما يسمح بالتدخل السريع وإنقاذ الأرواح في وقت قياسي. تخيلوا النتائج المترتبة على هذه القدرة ومدى تأثيرها على صحة السكان إذا تمكنا من السيطرة على أمراض خطيرة مثل أمراض القلب أو السرطان قبل أن تتفاقم. هذا هو المستقبل الذي نعمل على تحقيقه.

ولا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على تحسين العمليات التقنية فحسب، بل يمتد أيضاً ليشمل تعزيز العلاقة بين الطبيب والمريض. فالتكنولوجيا، رغم تقدمها، لا يمكن أن تحلّ محل الدور الإنساني في تقديم الرعاية. على العكس تماماً، الذكاء الاصطناعي يتيح للأطباء الوقت الكافي للتركيز على جوانب أكثر إنسانية في رحلة الرعاية، مثل الاستماع إلى المرضى والتفاعل معهم وتقديم الدعم النفسي لهم، الأمر الذي يعزز من جودة الرعاية الصحية الشاملة.

هذا الهدف يتماشى تماماً مع الرؤية الطموحة لدولة الإمارات لبناء قطاع صحي مستقبلي يتمحور حول الإنسان، والتكنولوجيا هي الوسيلة لتحقيق هذا الهدف، حيث نسهم من خلال تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في جميع مراحل الرعاية الصحية، بدءاً من تقليل وقت الانتظار وتحسين الكفاءة التشغيلية وصولاً إلى توفير الرعاية الشخصية الدقيقة، لإحداث تغيير حقيقي ومستدام.

ولا بد من الإشارة إلى أننا نقف على أعتاب مستقبل واعد مع تطور هذه التقنيات، حيث ستتمكن التكنولوجيا من قيادة نحو 85٪ من عمليات الرعاية الصحية في المستقبل. هذه الرؤية ليست مجرد خيال علمي، بل هي خطة استراتيجية نعمل على تنفيذها يوماً بعد يوم، بالتعاون مع شركائنا في القطاعين الحكومي والخاص.

ختاماً، ما نطمح إليه في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية هو تحقيق التوازن بين الابتكار التكنولوجي والرعاية الإنسانية. فمن المؤكد أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يكون بديلاً عن الإنسان، بل هو أداة لتعزيز دوره في تقديم خدمات صحية عالية الجودة، تمنح المرضى الثقة والأمان، وتضع معايير جديدة للرعاية الصحية العالمية.



سعادة مباركة إبراهيم

الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي، والمدير التنفيذي لقطاع المعلومات بالإنابة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية

تعليقاتكم

3 Comments

Anonymous علق في 13/11/2024

التركيز على الجانب الإنساني للرعاية الصحية، مع استخدام التكنولوجيا، هو مزيج ملهم. شكراً لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية على العمل المتواصل لإيجاد هذا التوازن، والذي سيعود بالنفع على الأطباء والمرضى ويجعل من الإمارات نموذجاً رائداً في تقديم الرعاية الصحية


Anonymous علق في 13/11/2024

جميل رؤية مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية تتبنى استراتيجيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتطوير قطاع الصحة في الإمارات. لا شك أن التنبؤ بالأمراض والتدخل المبكر يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في حياة الناس، وهذا يعكس حرص المؤسسة على مستقبل واعد.


(success)
Start chat button