08/04/2025 التعليم | وزارة التربية و التعليم
327 0
تعتبر البيئة المدرسية الأساس الذي تستند إليه العملية التعليمية الناجحة، والمكان الرئيسي في إعداد الأجيال وبناء المستقبل. فالمدرسة، تؤثر بعمق في شخصية الطلبة وتحصيلهم العلمي، إذ لا تقتصر على كونها مساحة للتعلم، بل تمتد لتكون مجتمعاً صغيراً يزدهر فيه التفاعل الاجتماعي واكتساب القيم والسلوكيات. لذلك، فإن الاهتمام بالبيئة المدرسية وتعزيزها ليس مجرد رفاهية، بل ضرورة لضمان ولاء الطلبة لمدرستهم وتعزيز ارتباطهم بمجتمعهم، مما يرسّخ في نفوسهم الانتماء والفخر بمؤسستهم التعليمية.
ومن هذا المنطلق، تحرص وزارة التربية والتعليم بشكل مستمر ودؤوب على توفير بيئة مدرسية متكاملة ومحفزة، تتمتع بجاذبية تساهم في استقطاب انتباه الطلبة، وتوفر لهم أجواء تعليمية مثالية تعينهم على الانخراط بفعالية أكبر في العملية التعليمية، وبالتالي تحسين تحصيلهم الدراسي. كما تركز الوزارة على تطوير بيئة تشجع على تنمية مهارات الطلبة المختلفة، بما يشمل مهارات التواصل الفعّال التي تمكنهم من التعبير عن أفكارهم بوضوح، ومهارات العمل الجماعي التي تعزز روح التعاون والمشاركة، إلى جانب مهارات التفكير الإبداعي الذي يفتح أمامهم آفاقاً جديدة للابتكار. علاوة على ذلك، تُولي الوزارة أهمية كبيرة لغرس القيم الأخلاقية الرفيعة وتعزيز مبادئ المواطنة الإيجابية في نفوس الطلبة، بهدف إعداد أجيال قادرة على المساهمة الفاعلة في خدمة المجتمع، والالتزام بمسؤولياتهم تجاه وطنهم وأفراد مجتمعهم.
ولتحقيق هذه الأهداف، أطلقنا في وزارة التربية والتعليم مسابقة "مدرستي هويتي"، وهي أكبر مسابقة فنية على مستوى المدارس الحكومية في الدولة؛ وذلك بهدف إبراز إبداعات الطلبة والمعلمين في تزيين مدارسهم وتحويلها إلى لوحات فنية تعبر عن التراث الإماراتي الأصيل وقيم السنع الإماراتي وتاريخها العريق، وتعزيز الهوية الإماراتية في المدارس الحكومية عبر أعمال فنية تحمل رسائل تعكس انتماء وارتباط الطلبة بالقيم والثقافة الإماراتية التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من حياتهم، فضلاً عن إثراء المشهد والتفاعل الثقافي في المدرسة عبر توفير مساحات مُلهمة تساعد أفراد المجتمع المدرسي على إطلاق العنان لمواهبهم، وبالتالي ترك بصمة إيجابية ومستدامة على حياة الطلبة، تعزز دور التعليم في بناء جيل واعٍ ومبدع.
إن الاستثمار في البيئة المدرسية الإيجابية والمحفزة يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق تعليم متميز ومستدام، حيث تتكامل الأدوار بين الطلبة والمعلمين والمجتمع المدرسي بأكمله. لذا تتجلى رؤية وزارة التربية والتعليم من خلال المبادرات الملهمة مثل مسابقة "مدرستي هويتي"، في بناء مدارس نابضة بالحياة، ومواصلة مسيرتها نحو بناء أجيال تمتلك المعرفة والهوية، وتساهم بإيجابية في مستقبل الوطن.
بقلم سعادة / آمنة آل صالح
الوكيل المساعد لقطاع المناهج والتقييم بالإنابة
للمساعدة، برجاء التواصل مع:
مواضيع شائعة للبحث