هل يكفي أن يحمل الطالب شهادة ليدخل سوق العمل؟ ربما لا. فالخبرة الحقيقية لا تُكتسب من الكتب وحدها، بل من التجربة، من المواقف التي يواجهها الطالب في بيئة عمل حقيقية، ومن احتكاكه المباشر بالتحديات اليومية. وهنا، يصبح التدريب العملي أكثر من مجرد مرحلة عابرة في حياة الطالب، بل هو جسر العبور من القاعة إلى الواقع، من التعلم النظري إلى الممارسة الفعلية.
التعليم الذي يُمارس لا يُنسى
حين يعيش الطالب التجربة بنفسه، يكتشف ذاته، يفهم كيف تُترجم المعرفة إلى مهارة، وكيف يتحول الجهد الأكاديمي إلى قيمة عملية. فالتجربة تمنح الطالب الثقة، وتزرع فيه حسّ المسؤولية، وتجعله أكثر جاهزية لمتطلبات الحياة المهنية.
ولهذا السبب أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي "الدليل التدريب العملي"، ليكون مرجعًا وطنيًا ينظم هذه التجربة، ويرفع من جودتها ويثريها.
منظومة تشاركية متكاملة
هذا الدليل لا يخدم فئة واحدة، بل يجمع الطلبة، والمؤسسات الأكاديمية، وجهات التدريب في منظومة متكاملة. لكل طرف دور ومسؤولية: (المؤسسة الأكاديمية تُوجّه وتتابع. جهة التدريب تُمكّن وتحتضن. الطالب يتعلّم وينمو). وبهذا التكامل، نضمن أن تتحول تجربة التدريب العملي إلى بيئة تعلم حقيقية، تصنع التميز وتبني الثقة.
الجودة قبل الساعات
في السابق، كان يُنظر إلى التدريب على أنه فترة زمنية محددة، لكن اليوم تغيّرت المفاهيم، فالقيمة لا تُقاس بعدد الأيام، بل بما يكتسبه الطالب من مهارات.
ولذلك، جاءت حوكمة التدريب العملي لتضع معايير دقيقة، وآليات إشراف وتقييم، ونماذج تشغيلية موحدة، بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتوطين، لضمان أن تكون التجربة واقعية ومؤثرة.
نحو جيل يصنع مستقبله
إننا نؤمن بأن التعليم لا يكتمل إلا حين ينعكس على الواقع، وأن الاستثمار في الطالب هو استثمار في مستقبل الوطن. ومن خلال هذا الدليل، نضع حجر أساس لجيل أكثر استعدادًا وابتكارًا، جيل يعرف كيف يتعلم، وكيف يطبّق، وكيف يقود.
فكما نطمح في رؤية "نحن الإمارات 2031" ومئوية الإمارات 2071، أن يكون شبابنا شركاء فاعلين في مسيرة التنمية، فإننا نؤمن بأن التدريب العملي هو أول خطوة على هذا الطريق.
شاركنا رأيك
ما التجربة التدريبية التي غيّرت نظرتك للعمل أو التعليم؟ شاركنا قصتك، فكل تجربة تحمل درسًا، وكل رأي قد يصنع فرقًا في رحلة طالب آخر نحو المستقبل .
سعادة طيف محمد الأميري
الوكيل المساعد لقطاع تنظيم وحوكمة التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي