هويتنا الرقمية

09/06/2020 عام | سعادة حمد عبيد المنصوري

 4001     0




في أشهر قليلة، تحوّل العالم رقمياً بأكثر مما تحول في عشرين سنة، هذا الكلام منسوب لخبير عالمي في المجال الرقمي، وأرى أنه يعبّر ببلاغة عن واقع الحال بعد جائحة «كوفيد - 19».
ذكرني هذا التصريح بمفارقة تتعلق بالهوية الرقمية التي تعد من أهم الخدمات الرقمية على المستوى الحكومي في دولة الإمارات، وهي الخدمة التي ستحلّ تدريجياً محل الهوية العادية من ناحية إبراز الوثائق الرسمية عند التقديم على الخدمات الحكومية. ففي 2019، أطلقت الجهات المشاركة في الهوية الرقمية (الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، وهيئة أبوظبي الرقمية ودبي الذكية) حملة إعلامية وتسويقية كبرى لتشجيع الأفراد على تحميل تطبيق الهوية الرقمية (UAE PASS) والاستفادة من مزاياها الكثيرة. وبنهاية العام كان حصاد الحملة بالكاد يصل إلى 300 ألف مستخدم. وهو رقم جيد على كل حال، لكن طموحاتنا كانت أكبر. المفارقة أنه في 2020، وفي أقل من ثلاثة أشهر خلال أزمة «كوفيد - 19»، ارتفع عدد المستخدمين ليصل إلى 477 ألفاً اعتماداً على الحملة التسويقية المشتركة نفسها. أما التوقيع الرقمي للهوية الرقمية، فقد زاد استخدامه بنسبة 211%، أي أكثر من الضعف في أقل من شهر واحد (15 مارس إلى 14 أبريل).
ممتاز، ربّ ضارة نافعة. علينا فقط أن نحافظ على الزخم.


بعد الذي جرى لا يملك أحد ترف الانتقاص من أهمية الخدمات الرقمية، ومن ضمنها الخدمات عن بعد والتقنيات اللا تلامسية، وأنظمة الاتصال عن بُعد وغيرها. ببساطة لأن البعد الصحي المباشر أصبح عنصراً مهماً وحافزاً جديداً نحو تبني الحلول غير التقليدية. 
الهوية الرقمية خدمة يحتاج إليها كل الناس في دولة الإمارات، سواء كانوا مواطنين أو مقيمين أو حتى زوار. ومن لم يحمّلها اليوم سيضطر إلى تحميلها غداً بكل تأكيد، لذلك أدعو كل من لم يلتحق بركب هذه الخدمة أن يفعل الآن. الهوية الرقمية سوف تمكنك من فتح حساب مصرفي وأنت جالس في منزلك وذلك بدعم من المصرف المركزي، كما ستسمح لك بالدخول إلى أي خدمة حكومية وإجراء المعاملة عن بعد باستخدام بصمة الإصبع، وهي خاصية تدعمها الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية. ومن خلالها يمكنك التوقيع رقمياً بما يمنحك ملكية كاملة لوثائقك ومستنداتك. 


بعد التسجيل في الهوية الرقمية لن يطلب منك أحد مستنداتك الورقية، ولن تضطر أصلاً لحملها في حقيبتك لأنها موجودة رقمياً ومتاحة لكل جهة حكومية أو مؤسسة مرتبطة بالهوية الرقمية. كل ما عليك هو الدخول إلى التطبيق، حيث تستطيع الحصول على الخدمات واستكمال التراخيص والمعاملات والإجراءات في أكثر من جهة حكومية وغير حكومية. 
في عالم اليوم، الهاتف الذكي هو رفيق الإنسان في حلّه وترحاله، وهذا الجهاز الصغير أصبح يقدم خدمات لا غنى عنها كالدفع، والتوثيق، والخدمات المصرفية والحكومية، ناهيك عن الاتصال طبعاً. ومن البدهي اليوم أن تكون هويتك في هاتفك، وهي هناك بالفعل، وأظن أن من لم يحمّلوا التطبيق حتى اليوم هم إما لم يسمعوا به، أو لم تتح لهم الفرصة لكي يطّلعوا على فوائدها لهم من نواحٍ عديدة، منها توفير الوقت والجهد، وسهولة الحصول على الخدمة، وفوق ذلك الجاهزية والاستعداد عند حدوث طارئ.



سعادة حمد عبيد المنصوري

مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات


تعليقاتكم

لا يوجد تعليقات حالياً.


(success)
Start chat button