تعد الأسرة الإماراتية الخلية الأولى في جسم المجتمع، وهي جزء من كيان أكبر هو القبيلة. وتتحمل المرأة الاماراتية مسؤولية تربية الأبناء ورعايتهم، واتخاذ القرارات الهامة في الحياة الأسرية، بينما يتركز دور الرجل على العمل خارج المنزل. تعرف في هذه الصفحة على نمط حياة المجتمع الإماراتي، والترابط الأسري، والتكافل الاجتماعي الذي يتميز به.
سمات المجتمع الإماراتي
الانتماء إلى القبيلة
يتكون شعب دولة الإمارات العربية المتحدة من قبائل عربية أصيلة. وقبل قيام الاتحاد، كان الولاء إلى القبيلة هو السائد حيث كان كل فرد ينتمي إلى مجموعة قبلية. وكل شخص في القبيلة ملزم بحمايتها إضافة لحماية نفسه وأفراد قبيلته.
وينتقل سكان القبائل ويستقرون معا في مجموعات. وتعتبر قبيلة بني ياس أكبر مجموعة قبلية، وكانت تجوب صحاري دولة الإمارات من أبو ظبي ودبي. ومن القبائل الأخرى التي كانت تجوب الصحراء في ذلك الوقت قبائل المناصير والعوامر.
الأسرة الإماراتية
تعد الأسرة الإماراتية الخلية الأولى في جسم المجتمع حيث يتحقق معنى الحياة الاجتماعية بكل أبعادها.
وقبل اكتشاف النفط، كانت الأسرة الإماراتية أسرة تقليدية في حياتها الاقتصادية و الاجتماعية، حيث اعتمد النشاط الاقتصادي فيها على الغوص على اللؤلؤ، وصيد الأسماك، والتجارة، والرعي، وبعض الحرف التقليدية البسيطة، والزراعة.
وقد تميزت بمفهوم الأسرة الممتدة والتي تتكون من الرجل وزوجته وأبنائه المتزوجين، وغير المتزوجين، إلى جانب زوجات الأبناء وأبنائهم، وقد تمتد لتضمّ الأخوة والأخوات والأعمام والأخوال. ويعتبر الجد هو رأس السلطة في هذه الأسرة وسلطته مطلقة.
وتمثل الأسرة الممتدة وحدة سكنية واحدة؛ ويقيم الأفراد فيها في منزل واحد، أو عدة منازل متجاورة. وكان للأسرة الإمارتية مساكن صيفية وأخرى شتوية.
وبعد اكتشاف النفط، وتحولت الأسرة الإماراتية من أسرة ممتدة إلى أسرة أولية (نواة- نووية)، وهي التي تتكون من الأب والأم والأبناء غير المتزوجين.
واتجهت الكثير من الأسر الأولية للسكن قرب الأقرباء؛ فجمعت الأسرة بذلك بين استقلالية الأسرة الأولية (النواة)، والحفاظ على الترابط العائلي، والتعاون المتبادل في مجال رعاية الأطفال أو المرضى أو المسنين من الأسرة.
اقرأ عن الجهود الحكومية المبذولة للحفاظ على قوة وتماسك الأسرة الإماراتية.
دور المرأة الإماراتية
إن المرأة الاماراتية هي المسؤولة عن تربية الأبناء ورعايتهم، واتخاذ القرارات الهامة في الحياة الأسرية، وهي المسؤولة عن تعليم القرآن الكريم، إلى جانب الكثير من الأعمال كالحياكة والتطريز، وطحن الحبوب، وتربية الماشية، وجلب الماء من الآبار، والكثير من الأعمال التي لا تستقيم حياة الأسر الإماراتية قديمًا إلّا بها، خاصةً أثناء غياب الرجال في أعمال صيد السمك والغوص على اللؤلؤ والتجارة.
وبعد قيام الاتحاد، تعززت مكانة المرأة، ووضِع لها أطرًا قانونية تحقق لها مكانتها، وتؤكد على دورها المحوري في المجتمع. وقد احتلت دولة الإمارات مكانة متميزة في تمكين المرأة؛ حيث بينت الإحصاءات أنها تمثل ثلثي العاملين في القطاع الحكومي.
وتشغل الآن مناصب عليا في جميع قطاعات المجتمع في القضاء، والسلك الدبلوماسي، والشرطة، وغيرها. وعلى الصعيد السياسي تتمثل المرأة بثمانية مقاعد في مجلس الوزراء.
التكافل الاجتماعي
يتميز المجتمع الإماراتي بالمودة والبر والرحمة والكرم والإحسان كغيره من المجتمعات العربية والإسلامية، والتي شكلت أهم الأسس التي قامت عليها الدولة الإماراتية.
وقد وضع أهل الإمارات قديمًا نظاما فريدا في التكافل الاجتماعي؛ حيث امتدت مسؤولية الفرد لتشمل الحيّ بأكمله إضافة له ولأسرته. ويؤكد هذا النظام على فكرة التضامن الاجتماعي داخل العشيرة والقبيلة، والذي يتمثل بصور متعددة منها المادية، والكلمة الطيبة، والمودة الصادقة، والمشاركة المخلصة، مما كان سببًا لزيادة الترابط بين أفراد المجتمع.
وقد اعتمد نظام التكافل الاجتماعي على المبادرات الفردية، مع تحمل الحكام والشيوخ والموسرين مسؤوليتهم تجاه أفراد قبيلتهم.
ومن صور التكافل الاجتماعي السائدة قبل اكتشاف النفط: الزكاة، الصدقات، إسعاف الجائع والمحتاج، الهدية أو الهبة، الضيافة الفزعة، والشوفة، والطراز، والمجالس والبيوت، المطاوعة وشيخ العلم، والمسافر خانة.
وأدى اكتشاف النفط في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى ازدهار الحياة في جميع مجالاتها، مما انعكس ايجابيا على التكافل الاجتماعي والرعاية الاجتماعية.
وتغير مفهوم التكافل الاجتماعي الفردي إلى منهج كامل يكفله الدستور والذي أكدت مواده على أهمية التكافل والرعاية في المجتمع؛ فقد نصت المادة 14 على أن: " المساواة والعدالة الاجتماعية وتوفير الأمن والطمأنينة، وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين من دعامات المجتمع والتعاضد والتراحم صلة وثقى بينهم .
وقد شملت الرعاية الاجتماعية العديد من الفئات في المجتمع منها الأرمل، والأيتام، والعاجزين وذوي الإعاقة، وكبار السن وغيرهم.
الزواج
تتشابه طقوس الزواج في دولة الإمارات قديما وحديثا مع جاراتها في الدول العربية الخليجية. والزواج قديمًا كان بسيطًا في طقوسه واحتفالاته، ويحقق التواصل والتكافل بين أفراد المجتمع.
وكان أبناء الإمارات يتزوجون في سن مبكرة؛ وقد يتزوج الفتى وهو في سن السادسة عشرة من عمره، أما الفتاة فقد تتزوج في سن الثانية عشرة. وكان عقد القران يسمى ( الملجة).
ويحرص الناس على مصاهرة الأهل والأقارب؛ لقناعتهم بأن ذلك يزيد في الترابط الأسري. وإن كانت العروس غريبة عنهم وقعت مهمة البحث عنها على كاهل الخاطبة أو الرسول أو إحدى القريبات التي كانت لديها القدرة على تقييم الفتاة وعائلتها. وكان ولي أمر الفتاة صاحب الرأي في اختيار الزوج، وإتمام مراسم الزواج ويتضمن ذلك التفاصيل الدقيقة كوقت العرس ومكانه، وغيرها.
ويحرص الشاب الإماراتي على مصاهرة الأسرة المعروفة بمكارم الأخلاق، ومحاسن الصفات، والمكانة الاجتماعية، ويتكفل بكل شيء في الزواج بدءًا من المهر، وإعداد المنزل وتأثيثه، إلى حفل الزواج وفي مقدمتها الوليمة. وتحرص الفتاة الإماراتية على تعلم الطبخ وما يخص الأعمال المنزلية.
ولكل قبيلة صداق متفق عليه، وكان مهر العروس في البادية سبع (توامين)، في حين تراوح مقدار الصداق عند أهل المدن بين أربعين إلى مئة تومان.
تقام احتفالات الزواج عادة في بيت العروس، وقد تدوم مدة يومين أو ثلاثة أو سبعة، ويستضيف أهل الفتاة الزوج في بيتهم سبعة أيام، ثم يقوم أهل العروس والجيران والأقارب بزفهما إلى بيت الزوجية. و تجهز العروس بأنواع من النقش بالحناء في أيديها وأرجلها، ويسمى جهاز الفتاة (الزهبة)، وكانت نساء الحيّ هنّ من يزينّها.
ويتم إحضار فرق الفنون الشعبية أيام العرس لإحياء رقصات العيالة والرزفة، ويرقص الرجال بالسيوف ويطلقون الأعيرة النارية أثناء الاحتفال بالزواج.
ومع تطور المجتمع الإماراتي اقتصاديًّا واجتماعيًّا دخلت عادات جديدة على طقوس الزواج؛ وأصبحت احتفالات الزواج تقام في فنادق أو صالات أعراس متخصصة، كما أن ملابس العروس تغيرت فقد أصبحت ترتدي الثوب الأبيض بدلًا من الثياب الشعبية التقليدية.
وفي حين كان التبكير بالزواج من السمات المميزة في المجتمع قبل اكتشاف النفط، أصبح السن القانوني للزواج حاليا 21 سنة لكلا الزوجين.
وتم إنشاء صندوق الزواج وإطلاق فكرة الأعراس الجماعية في الدولة لتيسير أمور الزواج وتحمل نفقاته.
روابط مفيدة
مواضيع شائعة للبحث