تُعد الاستدامة، نقطة محورية يرتكز عليها معرض إكسبو 2020 ، ويُقدم رسالة اقل ما يُقال عنها أنها مُلهمة لكل الأجيال. إلا أن هذا لم يأتي من فراغ، فقد بدأت دولة الامارات بالعمل تجاه هذا الهدف منذ وقت طويل، إدراكاً منها بأن هذا الامر هو استثمار ضروري لصالح الاجيال الحالية والمستقبلية. ولعل الدليل الاوضح على ذلك، الابتكارات التي عملت ومازالت تعمل عليها كلاً من مؤسستي "طاقة" و "مصدر" في مجال الطاقة المستدامة النظيفة، ولعبهما لدور عالمي للتشجيع على ابتكار أحدث التقنيات المتعلقة بها داخل الدولة وخارجها، مما يجعلهما مصدر فخر لدولة الامارات.

وقد اتاح لي تواجدي في مملكة هولندا كسفيرة للدولة، الإطلاع على جهود هولندا في هذا المجال الذي تُعتبر من الرواد فيه. كما أنه ومنذ أن وقعت هولندا على اتفاقية باريس للحد من انبعاثات CO2 ، ذهبت إلى الاستثمار الكامل في التكنولوجيا لتحقيق اهدافها المرجوة في الاستدامة من خلال ابتكارات وسياسات جديدة تسعى إلى زيادة الاستدامة، ومن خلال تضافر الجهود في مجالات النقل والطاقة والصناعة ، كما تعمل البنية التحتية المستدامة في هولندا على الحد من انبعاثات الكربون في البلاد.

وسيتسنى للزائر رؤية ذلك من خلال جناح هولندا في معرض إكسبو 2020 وهو عبارة عن مبنى ذكي يزخر بالحلول المستدامة. وسينتج المياه والطاقة والغذاء من خلال إبداعات تشمل مزرعة عمودية مخروطية الشكل. كما سيقام المبنى باستخدام مواد محلية سيتم إعادة تدويرها بعد انتهاء إكسبو لتقليل البصمة البيئية، وسيتم التحكم بالطقس بداخله بطريقة طبيعية. ولا شك أن إكسبو 2020 سيُتيح الفرصة لدول مثل هولندا لعرض هذه الابتكارات.

كما أنه ليس من المستغرب أن تُوفر دولة الامارات الخلّاقة المبدعة منصة عالمية مهمة مثل إكسبو 2020 لدول مثل هولندا وغيرها للإبداع في موضوع حيوي يهم الجميع وهو الاستدامة. والمساهمة في زيادة الوعي ضمن تجمع دولي لقضية عابرة للأجيال ذات تأثير مصيري على الجميع.

سعادة الدكتورة حصة عبدالله العتيبة 

سفيرة دولة الإمارات لدى هولندا

وزارة الخارجية والتعاون الدولي