رياضة المستقبل

23/07/2020 عام | سعيد عبدالغفار حسين - الأمين العام للهيئة العامة للرياضة

 6065     1

رياضة المستقبل

 

يقول سيدي صاحب السمو الشيخ  محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي حفظه الله "لا أحب أن أرى أحداً ليست له هواية، أو رياضة أو شغف في الحياة ، البطالة ليست فقط في الوظيفة ، البطالة تبدأ من الفكر."



لا يمرّ يوم إلا وتولد مع إشراقة شمسه فكرة لتقنية جديدة تخدم قطاعاً ما ، وربما تخرج هذه الأفكار ساخنة من رحم صف دراسي أو تولد في مصنع أو بيت أو حقل أو ملعب أو في غيرها.

  

قيل قديماً "الحاجة أم الاختراع" ، ومازال لدينا شغف تجاه مستقبل أفضل ، فإذن لدينا حاجة ، وهذه الحاجة تجبرنا على أن نحلم لنخترع شيئاً ما يُشبع حاجتنا.

 

اليوم وفي ظل التقدم التكنولوجي ، علينا أن نبتكر عالماً تقنياً جديداً في ملاعبنا ومنشآتنا الرياضية يجعلنا الأفضل في العالم من حيث البُنى التحتية  لنتمكن من استضافة المزيد من البطولات والأحداث الرياضية القارية والدولية ، وهذا الابتكار يحوّل الرياضة إلى عامل جذب سياحي يضاف إلى عوامل الجذب الأخرى التي تتمتع بها دولتنا ،  مثل الأمان وقوة الاقتصاد ووجود بيئة صحية مثالية ، إضافة إلى التنوع الثقافي ، فإذا كانت الرياضة الآن تشكل جزءاً بسيطاً من مؤثرات الجذب السياحي ، فبتطوير منشآتنا الرياضية وربطها بعالم التكنولوجيا المتقدم ، فإن الحركة الرياضية في دولتنا ستكون رافداً حيوياً من روافد اقتصادنا المزدهر.

 

عندما نتحدث عن الابتكار في المجال الرياضي ، فإننا نتحدث عن مستقبل مشرق ، ومن دون الابتكار ستبقى رياضتنا في محلها ، أو بالأحرى تتراجع ، لذا علينا أن نتخلص من الفكر التقليدي ونشجع على العمل بطرق مبتكرة وحديثة.

  

لدينا شباب وشابات بإمكانهم تطويع المستحيل والتغلب على التحديات ، وهم مجتهدون ، وأحلام المجتهد دائماً تولد من مزاجه الإبداعي ، فلربما تأتي الفكرة الخلاقة على شكل حلم ، وهذا الحلم يدفعنا للابتكار.

 

لقد كانت قيادتنا الرشيدة سباقة في الانتقال من العمل التقليدي إلى الذكي ، لذا وفرّت كل أسباب التقدم التكنولوجي وأوصلتنا إلى الفضاء ، وها هي اليوم تضعنا على أعتاب المريخ من خلال مسبار الأمل لنكتشف كوكباً لم يكن يخطر في بالنا الوصول إليه ، ولم نكن نحلم به أبداً.


نحن في بلاد حذفت من قاموسها كلمة مستحيل ، لذا علينا أن نستلهم من هذا النهج العظيم أفكاراً ذكية وابتكارات جديدة تبني لنا رياضة جاذبة.

 

كانت الرياضات في بدايتها بسيطة إلى أن تم تطويرها شيء فشيء ، فعلى سبيل المثال لا الحصر : لم تكن هناك وسيلة للتأكد من صحة قرار الحكم خلال سير المباراة،لكن اليوم  يمكن فعل هذا الأمر لوجود تقنية (الفار)، وكذلك "شارة" تبديل اللاعبين سرعان ما تم تطويرها من "شارات" بسيطة إلى إلكترونية وغيرها الكثير، مثل تقنية عين الصقر في لعبة التنس التي أصبحت الفيصل الرئيس في التحكيم.

 

تمكنت الثورة التقنية في حل الكثير من مشكلات الرياضة ، فنشهد اليوم صالات رياضية مغلقة ومكيفة ، ويشهد العالم تطوراً واضحاً في نمو الرياضات الإلكترونية.

 

هذا الربط  بين الرياضة وعالم  التكنولوجيا يضعنا أمام سؤال لا مفر منه: كيف يمكن تسخير الابتكار لخدمة القطاع الرياضي؟

 

هذا السؤال في حد ذاته هو دعوة أطلقها عبر مدونة شارك.إمارات  لأصحاب الفكر المستنير بأن نفكرمعاً خارج المألوف للعمل على تلبية شعار الاستعداد للخمسين.

 

سعيد عبدالغفار حسين
الامين العام للهيئة العامة للرياضة

تعليقاتكم

1 Comments

Anonymous علق في 26/07/2020

كلام سليم ، التكنولوجيا اصبحت شريك في حياتنا اليومية و يجب تسخيرها في تطوير العمل الرياضي و الرياضة و هذا المجال كبير و يحتاج الى و ضع البرامج التطويرية من خلال منظومات عمل متكاملة لتحقيق الاستدامة و التطور الدائم ابتداء من المدارس و الجامعات و المعاهد المختصة في علوم الرياضة و الشراكة مع القطاع الخاص و التعاون مع المنظومات الرياضية الدولية


(success)
Start chat button